من طرف ابن المهاجر الأحد يونيو 15, 2008 8:51 am
تقع بحيرة سليم في ولاية بورتالا الذاتية الحكم لقومية منغوليا في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم. وكلمة "سليم" في لغة القازاق تعني البركة القلبية. ترتفع البحيرة 2073 مترا عن سطح البحر وتبلغ مساحتها حوالي 450 كيلومترا مربعا وسعتها 21 مليار متر مكعب ما يجعلها أكبر البحيرات الجبلية وأكثرها ارتفاعا عن سطح البحر في منطقة شينجيانغ. قيل إن شابا قازاقيا ومحبوبته انتحرا من أجل الحب فالتقت دموعهما وكونتا بحيرة سليم ذات الملوحة العالية والعمق الذي يتجاوز90 مترا في أعمق نقطة.
في طريقي من وادي الفواكه في ولاية إيلي نحو بحيرة سليم لم تمل عيناي لحظة تلك الأودية المتعرجة والجبال المتموجة والأشجار والأعشاب الوارفة. وفجأة طالعتني مياه زرقاء تشبه الملكيت وتبدو زرقتها غامقة تارة وفاتحة تارة أخرى مثل الصبغ الاصطناعي وتنعكس على صفحة المياه قبة السماء الخفيفة الزرقة، إنها بحيرة سليم! جبال متموجة من بعيد ومروج منبسطة على الشواطئ القريبة مع كثير من المواشي كبيرة وصغيرة متناثرة عليها تمتع بأعشابها الخضراء. السحب المنخفضة تأنس إلى البحيرة كأنها تقتدي بالرعاة الهادئين. كم كانت المناظر خيالية مثل ضيعة هادئة وما أشبهها بمأدبة روحية للنواظر والخواطر معا بهذا الجمال الذي لا يمر قلب إلا يهتز له!
قال لي بعض الأصدقاء في شينجيانغ: ما أجمل الرحلة وأنت تقود سيارة من أورومتشي إلى إيلي حيث ترى أولا بحيرة سليم ثم تخترق الخضرة الكثيفة في وادي الفواكه حتى تصل إلى مدينة يينينغ في طريق لا تفارقه لحظة المناظر الساحرة وفي الطريق يمكنك النزول من السيارة أينما تشاء لتنخرط في لوحات الطبيعة المكونة من الجبال والأنهار الجميلة وتستنشق الهواء المنعش في الغابات حتى تستشعر روعة الدنيا الكبرى. بالنسبة لموعد الزيارة يمكنك أن تأتي في بداية شهر يونيو حيث تتزين المنحدرات على شواطئ البحيرة بالأزهار الصفراء الكبيرة والصغيرة. كما يمكنك الوصول في منتصف الصيف حيث تكون السماء خالية من السحب ويكون الكلأ في أوج ازدهاره وقد تشاهد احتفالات قومية القازاق المبهجة حين يدخل أهل القازاق في فترة التسلية والترفيه. وسيكون اختيارا جيدا أيضا لو جئت في الشتاء حيث تتجمد مياه البحيرة وتلمع بين الثلوج المتراكمة. يقال إن بحيرة سليم تبقى صافية زرقاء حتى يتغطى سطحها بالجليد وفي ذلك الحين تبدو البحيرة كأنها حجر صفير أو جاديت مرصع بين السماء والأرض.
