gashi

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ماذا تعرف عن تركستان الشرقية

    ابن المهاجر
    ابن المهاجر
    Admin


    عدد الرسائل : 1411
    العمر : 52
    الموقع : https://gashi.yoo7.com
    الدوله : ماذا تعرف عن تركستان الشرقية Male_s10
    تاريخ التسجيل : 19/02/2008

    ماذا تعرف عن تركستان الشرقية Empty ماذا تعرف عن تركستان الشرقية

    مُساهمة من طرف ابن المهاجر السبت يونيو 14, 2008 11:40 am

    بسم الله الرحمن الرحيم


    مقدمة


    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين,. أما بعد:

    فإن تركستان الغربية وتركستان الشرقية جزء واحد وبلاد واحد واقتسم بينهما العدو الواحد وقسم الأرض فيما بينه وكان هذا الإقتسام الظالم ثمرة لصراع مرير بين الجانبين دام 200 سنة. فتمتعت بلاد تركستان بالإستقلال الكامل منذ فجر التاريخ حتى ظل الإسلام وبعده وظلت هذه البلاد في أكثر الأحيان متماسكة الواحدة سياسيا واقتصاديا مستقلة حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. والجزء الغربي من تركستان تم إحتلاله تدريجيا من قبل حكام الروس في عام 1865 ومن ثم عرفت تلك المناطق بتركستان الغربية وبعد قيام إتحاد الجمهوريات الإشتراكية الروسية في عام 1922 قسمت هذه البلاد إلى خمسة جمهوريات التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية المستقلة في آسيا الوسطى وأما الجزء الشرقي من تركستان فقد غزاه حكمام من سلالة منجو الصينية في عام 1876 م وتبع ذلك الغزو أن أصبحت تلك المناطق تعرف بإسم شنجانغ معناه ( المستعمرة
    الجديدة ).


    1 ـ دخول الإسلام:

    بعد أن إنتهى المسلمون العرب من فتح بلاد فارس وخراسان فقاموا بأربعة فتوحات على تركستان الغربية في سنة 94 هـ ثم اتجه الجيش العربي المسلم تحت قيادة قتيبة بن المسلم الباهلى نحو الشرق حتى وصلوا إلى كاشغر عاصمة تركستان الشرقية وفتحوها في سنة 95هـ . وفي نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي الأول في القرن الثالث للهجرة وفي سنة 232 هـ تشرف الخاقان سلطان ستوق بغراخان (مؤسس الدولة القارا خانية) بالدخول في الإسلام وتبعه أبناءه وكبار رجال الدولة. ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام دينا رسميا للدولة وتمت ترجمة القرآن الكريم وأقيمت المساجد بدلا من المعابد وتم بناء 300 مسجد في مدينة كاشغر وحدها وهكذا أنعم الله سبحانه وتعالى على تركستان الشرقية وأهلها بنعمة الإسلام وصدق الإيمان وكان للكثير من أبنائها شرف في التاريخ الإسلامي لقيامهم بأداء واجبهم في نشر الرسالة السماوية والإشتراكات في الفتوحات الإسلامية وظهر العلماء والمتفقهون الذين اجتهدوا في دينهم وبرعوا في علومهم وتركوا للمكتبة الإسلامية ذخيرة غنية من المؤلفات العظيمة وكان مئات الطلبة المسلمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يأتون إلى كاشغر للدراسة الإسلامية.

    ومنذ ذلك الحين أهل تركستان الشرقية كلها مسلمون الحمد لله وبقيت تركستان دولة مستقلة إسلامية حوالي تسعة قرون. وظرا لبنيتها الجغرافية وسكانها وتاريخها وقيمها الثقافية وقيدتها فإن تركستان الشقية جزء لايتجزأ من العالم الإسلامي.

    2 ـ الموقع:

    تقع تركستان الشرقية في وسط آسيا الوسطى وتحدها من الشمال جمهورية روسيا ومن الغرب جمهوريات الإسلامية المستقلة ومن الجنوب باكستان وكشمير والتبت ومن الشق الصين الشعبية ومن الشمال الشرق منغوليا الشعبية.

    3 ـ المساحة:

    تبلغ مساحة تركستان الشرقية 1.828.417 كيلومتر مربع وهي بذلك تشكل خمس مساحة الصين كلها بما فيها مستعمرات الصين الشعبية ثل التبت ومنغوليا الداخلية. ومساحة الصحراء فيها 650 ألف كيلومتر مربع وأما مساحة الغابات 91 ألف كيلومتر مربع.

    4 ـ السكان:

    من القضايا المثيرة للجدل في تركستان الشرقية هو تعدد السكان فيها لم يسبق أن اتفق الجميع حيال تلك القضية ولكن طبقا لآخر الإحصائيات الصينية بموجب إحصاء عام 1990 م فإن تعداد السكان في تركستان الشرقية من الأصل التركي المسلم 9.23 مليون نسمة, إلا أن هناك جهات مستقلة قدرت تعداد السكان من الأصل التركي المسلم بـ 25 مليون نسمة.

    5 ـ اللغة:

    اللغة التركستانية فهي التركية بلهجاتها المختلفة ويتعمل الحروف العربية في الكتابة.

    6 ـ الجبال والأنهار والمدن:

    تحسب أرض تركستان الشرقية من أبعد أماكن إلى البحر ويوجد فيها أربعون أنهار و 12 بحيرات وتضم أراضيها ثلاثة من أكبر خمسة سلاسل جبال موجودة في قارة آسيا ويوجد فيها 16 مدينة كبيرة و 126 بلدة واكثر من ثلاثة آلاف قرية كبيرة يحكمها الصينيون الشيوعيون.

    7 ـ نبذة تاريخية:

    قامت بين المسلمين التركستانين وبين حكام منجو الصينية معارك دامية في عام 1759 م فراح ضحيتها أكثر من مليون مسلم وفرضوا سيطرتهم على تركستان الشرقية حتى عام 1862 م وقد شهدت تلك الفترة تمرد شعب تركستان الشرقية ضد إحتلال المنجو 42 مرة وفي آخر تمرد عام 1863 م نجح الشعب التركي المسلم في طرد حكام منجو من وطنهم وأقاموا دولة مستقلة إسلامية تحت زعامة يعقوب بك بدولة الذي إستمر حكمه 16 عاما ولكن نظرا للتوسع الروسي خلال عهد التسارست فقد تخوف البريطانيون وقوع تركستان الشرقية تحت الإحتلال الروسي فقدم النصيحة والأموال للحكام منجو الصينية بإحتلال تركستان الشرقية مرة ثانية واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال زوزونغ تانغ مهاجمتها واحتلاها مرة أخرى في عام 1876 ومنذ ذلك التاريخ تم تسمية تركستان الشرقية باسم شنجيانغ XINJIANG وفي 18 نوفمبر 1884 ضمت داخل حدود إمبراطورية المنجو وأصبحت تابعة لها.

    بعد تولى الحكومة الوطنية الصينية مقاليد السلطة في الصين عام 1911 حاول شعب تركستان الشرقية التحرر من الإحتلال الأجنبي فقاموا بعدة ثورات ونجحوا مرتين الأولى في عام 1933 والثانية في عام 1944 حيث تمكنوا من إقامة دولة مستقلة إسلامية في تركستان الشرقية إلا أن تلك الدويلة المستقلة لم يكتب لها الإستمرار حيث أن موسكو لم تتردد في كلا المرتين في إرسال قواتها البرية والجوية والقيام بكل ما من شأنه للقضاء على هذه الجمهورية الفتية لأنهم كانوا يعرفون أن تركستان الشرقية ستكون دعما لشقيقاتها في آسيا الوسطى في كفاحها للتخلص من ربقة الشيوعية وقتل الصينيون بعد سقوط الحكومتين أكثر مليون مسلم.

    8 ـ حكم الصين الشيوعي:

    بدأت الصين الشعبية إحتلال تركستان الشرقية بمذابح رهيبة وفرضت حكمها بعد مجازر دموية فظيعة وكان ما فعلت في البلاد أن هرعت إلى بعض الترتيبات لإزالة الإسلام من النفوس ومواصلة البلاد حكمها للبلاد ومارسوا أبشع أنواع الظلم والإضطهاد الذي لم تشهد الدنيا من قبل وقسمت البلاد إلى 450 كوميون (معسكر العمل الإجباري) ليعمل فيها العمال والفلاحون المسلمون وهم يشكلون 98 % من عدد السكان وقد مات الكثيرون في هذه المعسكرات وألغيت الملكية خاصة وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلى النساء وأعلنت حتى الأفراد والأولاد للحكومة وجعل طعام الناس جماعية ومنع الطبخ في البيت وحتى فرق الأزواج من بعضهما لأن فيه ضياع الوقت ومن متطلبات الحياة العمومية أنه يؤدي للمتزوج لقاء زوجته لعدة دقائق بعد كل أسبوعين وكانت تمنح للمرأة إجازة لثلاثة أيام فقط للولادة. ولما رأى الشيوعيون أن الدين الإسلامي هو أكبر عائق أمامهم فعملوا تحت مسمى الإصلاح الثقافي ضد الإسلام كالآتي:ـ

    أ ـ إعلان رسميا بأن الإسلام خارج على القانون ويعاقب كل من يعمل به.

    ب ـ منع تعليم الدين وإقامة العبادات وبدء تدريس الإلحاد في المدارس.

    ج ـ إغلاق أكثر من 28 ألف مساجد و 18 ألف مدارس دينية واستخدام المباني الإسلامية مثل المساجد والمدارس في أعمال تتتافى مع قيم الإسلام.

    د ـ تفتيش كل البيوت وجمع أكثر من 730 ألف كتب دينية ومخطوط إسلامية وإجبار رجال الدين العلماء بإحراقها في الميادين العامة.

    هـ ـ إلقاء المحاضرات في كل أرجاء البلاد بهدف ( عدم إثبات وجود الله ).

    و ـ إلصاق الملصقات واليافطات المعادية للدين الإسلامي على جدران كل المدن والقرى ونمازج ما تحمله هذه الملصقات واليافطات ( الدين الإسلامي أفيون ), ( الإسلام في خدمة الإستعمار ), ( الإسلام إختراع أغنياء العرب ), الإسلام ضد العلم ).

    قد تسببت هذه الحملة الظالمة على الإسلام في قيام ثورات عديدة فلم يكن يمر شهر واحد إلا وثورة تحتدم ضد الشيوعية دفاعا عن دينهم وكان يسقط عشرات الشهداء يوميا.

    حـ ـ وكان حظ المرأة في تركستان الشرقية من هذه السياسة الإجرامية كبيرا, فقد أجبرت على أن تقص شعرها ولا تضع غطاء على رأسها. وأن ترتدى القصير من الملابس وإلا تتعرض للإعتقال.

    وتحت مسمى الإصلاح الإقتصادي الإجماعي دمج الشيوعيون 96.6 % من الشعب المسلم وخاف الناس من التكلم حتى في بيوتهم خوفا من وجود الجاسوسية بينهم بل بلغ الأمر حدا أنه إذا تقابل صديق بصديقه في الطريق أن يجافيه ولا يلقى عليه السلام خوفا من الجاسوسية والعقاب وكثير من ذاق مرارة الإعتقال والسجن المؤبد مقابل أن إشاعة يطلقها أحد العملاء على إثنين تواجدا معا في مكان تؤدي إلى إتهامهما بمعادات الشيوعية, أما إذا كانوا ثلاثة اجتمعوا معا فيمكن أن يطلق عليهم أنهم يعدون لتمرد او يخططون لثورة.

    أعلنت حكومة الشيوعية سياسية قطع صلة مسلمي تركستان الشرقية بالإسلام والمسلمون عموما فمنعت خروج المسلمين إلى خارج البلاد كما منعت دخول أي أجنبي وفوق ذلك كل من كان له الاقارب في الخارج كان يعذب حتى يسجن بتهمة أنه جاسوس وله الإرتباط في الخارج.

    لم يسلم الشيوعيون الصينيون جثث القادة من رجال الدين والسياسة الذي أعدموهم إلى أصحابها وإنما قطعوا هذه الجثث قطعا وعرضوها في الشوارع بقصد إرهاب الشعب وتخويفه.

    منعت الحكومة الشيوعية إقامة الصلاة وصوم رمضان وبقية أركان الإسلام وقراءة الكتب الدينية والقرآن والصحف الأجنبية وكذلك الإستماع إلى إذاعات الدول الأجنبية ومنعت من إستضافة الضيوف ومساعدة أسر المجرمين ومن الحزن على الأقارب المنفذ فيهم حكم الإعدام ومن إحترام الميت ومن إقامة مراسم للأفراح أو للجنائز ــ ومنعت أيضا أكل المأكولات باللحم والسمن ولبس الملابس الحريرية أو الصوفية وإخفاء النقود أو الأشياء القيمة في المنازل. وأجبرت الشيوعية على التحدث عن ماوسى تونغ بوصفه ( الإله الحي ) وعلى القبول ما تقول له الشيوعية دون قيد أو شرط.

    نتيجة لذلك المعاناة وحتى يدافع المسلمون عن وطنهم والمحافظة على دينهم وهويتهم القومية قام شعب تركستان الشرقية بـ 45 ثورة تمر ضد الشيوعيين في الفترة من عام 1949 إلى 1968 م. أعدم منهم مايقارب 360 ألف مسلم من تركستان الشرقية وقفوا في وجه الشيوعيين مدافعين عن حقوقهم الشرعية. ونجح أكثر من 200 ألف في الهجرة إلى الدول المجاورة بينما إعتقل ونقل 500 الف منهم إلى 19 معسكر أشغال شاقة في تركستان الشرقية.

    تحدثت جريدة إبراس الأندونيسية عن سقوط 75 ألف شهيد من المسلمين الأتراك في مدينة كاشغر في عام 1966 فقالت وقد دارت هذه المذبحة الرهيبة أثناء إستقبال المسلمين لشهر رمضان.

    وإذا ما دققنا في الأخبار الثورات الشعبية التي يقوم بها شعب تركستان الشرقية فنجد الدافع إليها هو الإعتداء بدينه ولغته. تقدم ولازال يقدم شعب تركستان الشرقية ملايين الشهداء فثوراته الجماعية تقوم بين الحين والآخر ولكن مع الأسف الشديد الأخبار عن هذه الكفاح من أجل الحرية والإستقلال لم يصل بعد إلى مسمع لراي العالم الإسلامي والرأى العالمي.




    والله ولي التوفيق.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 1:50 pm