gashi

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    وصية الامام الاعظم ابي حنيفه لابي يوسف

    ابن المهاجر
    ابن المهاجر
    Admin


    عدد الرسائل : 1411
    العمر : 52
    الموقع : https://gashi.yoo7.com
    الدوله : وصية الامام الاعظم ابي حنيفه لابي يوسف Male_s10
    تاريخ التسجيل : 19/02/2008

    وصية الامام الاعظم ابي حنيفه لابي يوسف Empty وصية الامام الاعظم ابي حنيفه لابي يوسف

    مُساهمة من طرف ابن المهاجر الإثنين ديسمبر 26, 2011 12:11 am

    قال رضي الله عنه : يايعقوب وقر السلطان ، وعظم منزلته ، واياك والكذب بين يديه ، ‏‎ ‎والدخول عليه في كل وقت مالم يدعك لحاجة ، فانك ان أكثرت الاختلاف عليه ، تهاون‎ ‎بك وصغرت منزلتك عنده ، فكن منه كما أنت من النار، تنتفع منها وتتباعد عنها ،‏‎ ‎ولاتدن منها ، فان السلطان لايرى لأحد مايرى لنفسه ، وإياك وكثرة الكلام بين يديه ، فانه‎ ‎يأخذ عليك ما قلته ، ليري من نفسه بين يدي حاشيته أنه أعلم منك ، وأنه يخطئك ،‏‎ ‎فتصغر في أعين قومه ، ولتكن إذا دخلت عليه تعرف قدرك وقدر غيرك ، ولا تدخل‎ ‎عليه وعنده من أهل العلم من لا تعرفه، فانك ان كنت أدون حالا منه لعلك ترتفع عليه‎ ‎فيضرك ، وان كنت أعلم منه لعلك تسخط عنه ، فتسقط بذلك من عين السلطان ، وإذا‎ ‎عرض عليك شيئا من أعماله فلا تقبل منه ، الا بعد أن تعلم أنه يرضاك ويرضى مذهبك‎ ‎في العلم والقضايا كيلا تحتاج الى ارتكاب مذهب غيرك في الحكومات ، ولا تواصل أولياء‎ ‎السلطان وحاشيته ، بل تقرب اليه فقط ، وتباعد عن حاشيته ليكون مجدك وجاهك‎ ‎باقيا ، ولا تتكلم بين يدي العامة إلا بما تسئل عنه ، واياك والكلام في العامة والتجار إلا بما‎ ‎يرجع الى العلم ، كيلا يوقف على حبك ورغبتك في المال ، فانهم يسيئون الظن بك ،‏‎ ‎ويعتقدون ميلك الى أخذ الرشوة منهم ، ولا تضحك ولا تبتسم بين يدي العامة ، ولا تكثر‎ ‎الخروج الى الأسواق ، ولا تكلم المراهقين فانهم فتنة ، ولا بأس أن تكلم الأطفال ، وتمسح‎ ‎رؤوسهم ، ولا تمشي في قارعة الطريق مع المشايخ والعامة ، فانك ان قدمتهم ازدري‎ ‎بعلمك ، وان أخرتهم ازدري بك من حيث انهم أسن منك ، قال النبي صلى الله عليه‎ ‎وسلم : ( من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا ). ولا تقعد على قوارع الطريق ،‏‎ ‎فاذا دعاك ذلك فاقعد في المسجد، ولا تأكل في الأسواق والمساجد، ولا تشرب من‎ ‎السقايات ، ولا من أيدي السقايين ، ولا تقعد على الحوانيت ، ولا تلبس الديباج والحلي‎ ‎وأنواع الابريسم ، فان ذلك يفضي الى الرعونة ،‏
    ولا تكثر الكلام في بيتك مع امرأتك في الفراش إلا وقت حاجتك اليها، بقدر ذلك ولا‎ ‎تكثر لمسها، ولا تقربها إلا بذكر الله ، ولا تتكلم بأمر نساء غيرك بين يديها ، ولا بأمر‎ ‎الجواري ، فإنها تنبسط إليك في كلامك ، ولعلك ان تكلمت عن غيرها تكلمت عن‎ ‎الرجال الأجانب.‏
    ولا تتزوج امرأة كان لها بعل أو أب أو أم ان قدرت ، إلا بشرط ألا يدخل عليها أحد من‎ ‎أقاربها فان المرأة ان كانت ذات مال ، يدعي أبوها أن جميع مالها له وأنه عارية في يدها .‏
    ولا تدخل بيت أبيها ما قدرت لأحد أن ترضى أن تزف في بيت أبويها فانهم يأخذون‎ ‎أموالك ويطمعون فيها غاية الطمع‎ ‎
    لأحد أن تتزوج بذات البنين والبنات فإنها تدخر جميع المال لهم وتسرق من مالك وتنفق‎ ‎عليهم فان الولد أعز عليها منك .‏‎ ‎
    ولا تجمع بين امرأتين في دار واحدة ولا تتزوج إلا بعد أن تعلم أنك تقدر على القيام بجميع‎ ‎حوائجها .‏‎ ‎
    واطلب العلم أولا ثم اجمع المال من الحلال ثم تزوج فانك ان طلبت المال وقت التعلم‎ ‎عجزت عن طلب العلم ودعاك المال الى طلب الجواري والغلمان وتشتغل بالدنيا والنساء‎ ‎قبل تحصيل العلم فيضيع وقتك ويجتمع عليك الولد وتكثر عيالك فتحتاج الإمام القيام‎ ‎بمصالحهم وترك العلم .‏‎ ‎
    واشتغل بالعلم وقت عنفوان شبابك ووقت فراغ قلبك وخاطرك ثم اشتغل بالمال ليجتمع‎ ‎عندك فان كثرة الولد والعيال يشوش البال فإذا جمعت المال فتزوج .‏
    ولا تستخف بالناس ووقر نفسك ووقرهم ولا تكثر معاشرتهم إلا بعد أن يعاشروك وقابل‎ ‎معاشرتهم بذكر المسائل فانه ان كان من أهله اشتغل بالعلم وان لم يكن من أهله أحبك .‏
    لأحد أن تكلم العامة بأمر الدين في الكلام فانهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك .‏
    ومن جاءك يستفتيك في المسائل فلا تجب إلا عن سؤاله ولا تضم اليه غيره فانه يشوش‎ ‎عليه جواب سؤاله .‏
    وان بقيت عشر سنين بغير كتب ولا قوة فلا تعرض عن العلم فانك ان أعرضت عنه كانت‎ ‎معيشتك ضنكا.‏
    وأقبل على متفقهيك كأنك اتخذت كل واحد منهم ابنا وولدا يزيدهم رغبة في العلم ومن‎ ‎ناقشك من العامة والسوقة فلا تناقشه فانه يذهب ماء وجهك ولا تحتشم من أحد عند‎ ‎ذكر الحق وان كان سلطانا ولا ترض لنفسك من العبادات إلا بأكثر مما يفعله غيرك‎ ‎وتعاطاها فان العامة إذا لم يروا منك الإقبال عليها بأكثر مما يفعلون اعتقدوا فيك قلة الرغبة‎ ‎واعتقدوا أن علمك لا ينفعك إلا ما نفعهم الجهل الذي هم فيه .‏
    وإذا دخلت بلدة فيها أهل العلم فلا تتخذها لنفسك بل كن كواحد من أهلها ليعلموا أنك لا‎ ‎تقصد جاههم وآلا يخرجون عليك بأجمعهم ويطعنون في مذهبك وتصير مطعونا عندهم بلا‎ ‎فائدة .‏‎ ‎
    وان استفتوك في المسائل فلا لاتناقشهم في المناظرة والمطارحات ولا تذكر لهم شيئا إلا عن‎ ‎دليل واضح ولا تطعن في أساتذتهم فانهم يطعنون فيك .‏‎ ‎
    وكن من الناس على حذر وكن لله تعالى في سرك كما أنت في علانيتك ولا يصلح أمر العلم‎ ‎إلا بعد أن يجعل سره كعلانيته .‏‎ ‎
    وان ولاك السلطان عملا فلا تقبل ذلك منه إلا بعد أن تعلم أنه يوليك ذلك لعلمك .‏
    لأحد أن تتكلم في مجلس النظر على خوف فان ذلك يورث الخلل في الألفاظ والكلل في‎ ‎اللسان .‏‎ ‎
    لأحد أن تكثر الضحك فانه يميت القلب ولا تمش إلا على طمأنينة ولا تكن عجولا في‎ ‎الأمور .‏
    ومن دعاك من خلفك فلا تجبه فان البهائم تنادى من خلف .‏
    وإذا تكلمت فلا تكثر صياحك ولا ترفع صوتك واتخذ لنفسك السكون وقلة الحركة كي‎ ‎يتحقق عند الناس ثباتك .‏‎ ‎
    وأكثر ذكر الله تعالى فيما بين الناس ليتعلموا ذلك منك واتخذ لنفسك وردا خلف الصلوات‎ ‎تقرأ فيه القرآن وتذكر الله تعالى وتشكره على ما أودعك من الصبر وأولاك من النعم‎ ‎‏.واتخذ أياما معدودة من كل شهر تصوم فيها ليقتدي غيرك بك.‏‎ ‎
    وارقب نفسك وحافظ على غيرك لتنتفع من دنياك وآخرتك بعلمك . ولا تشتر بنفسك‎ ‎ولا تبع بل اتخذ لك مصلحا يقوم بأشغالك وتعتمد عليه في أمورك ولا تطمئن الإمام دنياك‎ ‎والى ما أنت فيه فان الله سائلك عن جميع ذلك.‏
    ولا تشتر الغلمان والمرد ولا تظهر من نفسك التقرب الإمام السلطان وان قربك فانه ترفع اليه‎ ‎الحوائج فان قمت أهانك وان لم تقم أعابك‎ ‎
    ولا تتبع الناس في خطاياهم بل اتبع في صوابهم وإذا عرفت إنسانا بالشر فلا تذكره به بل‎ ‎اطلب منه خيرا فاذكره به إلا في باب الدين فانك ان عرفت في دينه ذلك فاذكره للناس‎ ‎كيلا يتبعوه ويحذروه قال عليه الصلاة والسلام : (اذكروا الفاجر بما فيه حتى يحذره الناس‎ ‎‏)وان كان ذا جاه ومنزلة فاذكر ذلك ولا تبال من جاهه فان الله معينك وناصرك وناصر‎ ‎الدين فإذا فعلت ذلك مرة هابوك ولم يتجاسر أحد على إظهار البدعة في الدين .‏
    وإذا رأيت من السلطان مالا يوافق العلم فاذكر ذلك مع طاعتك اياه فان يدك أقوى من يدك‎ ‎تقول له : أنا مطيع لك في الذي أنت فيه سلطان ومسلط عليه غير أني أذكر لك من‎ ‎سيرتك مالا يوافق العلم فإذا فعلت ذلك مع السلطان مرة كفاك لأنك إذا واظبت عليه‎ ‎ودمت لعلهم يمقتونك فيكون قمعا للدين فإذا فعل ذلك مرة أخرى فادخل عليه وحدك في‎ ‎داره وانصحه في الدين وناظره ان كان مبتدعا وان كان سلطانا فاذكر له ما يحضرك من‎ ‎كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فان قبل منك والا فاسأل الله تعالى أن‎ ‎يحفظك منه ، واذكر الموت واستغفر للأستاذ ومن أخذت عنهم العلم ، وداوم على التلاوة‎ ‎وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة .‏‎ ‎
    واقبل من العامة مايقصون عليك من رؤياهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ورؤيا الصالحين‎ ‎في المنازل والمساجد والمقابر .‏‎ ‎
    ولا تجالس أحدا من أهل الأهواء إلا على سبيل الدعوة الى الدين .‏
    ولا تكثر اللعب والشتم وذا أذن المؤذن فتأهب لدخول المسجد كيلا تتقدم عليك العامة‎ ‎ولا تتخذ دارك بجوار السلطان .‏
    ومارأيت على جارك فاستره عليه فانه أمانة ، ولا تظهر أسرار الناس ، ومن استشارك‎ ‎في شيء فأشر عليه بما يقربك الى الله تعالى واياك والبخل ، فانه تنقص به المروءة.‏
    ولا تك طماعا ولا كذابا ، ولا صاحب تخاليط، بل احفظ مروءتك في الأمور كلها .‏
    والبس من الثياب البيض في الأحوال كلها ،وأظهر غنى القلب مظهرا في نفسك قلة الحرص‎ ‎والرغبة في الدنيا ، وأظهر من نفسك الغنى ولا تظهر الفقر وان كنت فقيرا.‏
    وكن ذا همة فان من ضعفت همته ضعفت منزلته.‏
    وإذا مشيت في الطريق فلا تلتفت يمينا ولا شمالا بل داوم النظر الإمام الأرض وإذا دخلت‎ ‎الحمام فلا تساو الناس في أجرة الحمام ، بل ارجح على ماتعطي العامة لتظهر مروءتك‎ ‎بينهم فيعظمونك .‏
    ولا تسلم الأمتعة الى الحائك وسائر الصناع بل اتخذ لنفسك ثقة يفعل ذلك.‏‎ ‎
    ولا تماكس بالحبات والدوانيق ولا تزن الدراهم بل اعتمد على غيرك.‏
    وحقر الدنيا المحقرة عند أهل العلم فان ماعند الله خير منها .‏
    وول أمورك غيرك ليمكنك الإقبال على العلم فذلك أحفظ لحاجتك.‏
    لأحد أن تكلم المجانين ومن لا يعرف المناظرة والحجة من أهل العلم والذين يطلبون الجاه‎ ‎ويستغرقون بذكر المسائل فيما بين الناس فانهم يطلبون تخجيلك ولا يبالون منك وان عرفوك‎ ‎على الحق .‏
    وإذا دخلت على قوم كبار فلا ترتفع عليهم مالم يرفعوك لئلا يلحق بك منهم أذية .‏
    وإذا كنت في قوم فلا تتقدم عليهم في الصلاة مالم يقدموك على وجه التعظيم ولا تدخل‎ ‎الحمام وقت الظهيرة أو الغداة ولا تخرج الى النظارات ولا تحضر مظالم السلاطين إلا إذا‎ ‎عرفت أنك إذا قلت شيئا ينزلون على قولك بالحق فانهم ان فعلوا مالا يحل وأنت عندهم‎ ‎ربما لا تملك منعهم ويظن الذين هناك أن ذلك حق لسكوتك فيما بينهم وقت الإقدام عليه‎ ‎‏.‏‎ ‎
    واياك والغضب في مجلس العلم .‏
    ولا تقص على العامة فان القاص لابد له أن يكذب .‏
    وإذا أردت اتخاذ مجلس لأحد من أهل العلم فان كان مجلس فقه فاحضر بنفسك واذكر‎ ‎فيه ما تعلمه كيلا يغتر الناس بحضورك فيظنون أنه على صفة من العلم وليس هو على تلك‎ ‎الصفة فان كان يصلح للفتوى فاذكر منه ذلك والا فلا ، ولا ليدرس بين يديك بل اترك عنده‎ ‎أحدا من أصحابك ليخبرك بكيفية كلامه وكمية علمه.ولا تحضر مجالس الذكر أو من‎ ‎يتخذ مجلس وعظ بجاهك وتزكيتك له ، بل وجه أهل محلتك وعامتك الذين تعتمد عليهم‎ ‎مع واحد من أصحابك.‏‎ ‎
    وفوض أمر المناكح الى خطيب ناحيتك وكذا صلاة الجنائز والعيدين ، ولا تنسني من صالح‎ ‎دعائك .واقبل هذه الموعظة مني ، وإنما أوصيك لمصلحتك ومصلحة المسلمين‎ ‎

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 12:40 am