gashi

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    فضل ليلة النصف من شعبان

    ابن المهاجر
    ابن المهاجر
    Admin


    عدد الرسائل : 1411
    العمر : 52
    الموقع : https://gashi.yoo7.com
    الدوله : فضل ليلة النصف من شعبان Male_s10
    تاريخ التسجيل : 19/02/2008

    فضل ليلة النصف من شعبان Empty فضل ليلة النصف من شعبان

    مُساهمة من طرف ابن المهاجر الخميس يوليو 05, 2012 12:15 am

    الحمد لله المنعم المتفضل الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من بين لنا فضائل الأعمال في الأمكنة والأزمان سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه الكرام.
    شعبان شهر متميز من أشهر العام ترفع فيه الأعمال إلى رب العزة والجلال، وفيه ليلة هي من أشرف الليالي " ليلة النصف من شعبان" كيف لا يكون لها الشرف والفضل وفيها يرحم الله عز وجل فيه المسترحمين، ويغفر لعباده المستغفرين.هي تجليات نفحاته عز وجل السعيد من استقبلها والغافل من ضيعها واعرض عنها،عن أنس بن مالك رضي الله عنهماقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم "
    ليلة النصف من شعبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي ، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض ، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت ، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته ، قال : يا عائشة - أو يا حميراء - أظننت أن النبي قد خاس بك ، قلت : لا والله ، يا رسول الله ، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك ، فقال : أتدرين أي ليلة هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : هذه ليلة النصف من شعبان ، إن الله - عز وجل - يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحمين ، ويؤخر أهل الحقد كما هم .
    عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليله النصف من شعبانفيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن وقاتل نفس).
    وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ).
    أقوال الأئمة على المذاهب الأربعة:
    السادة الحنفية
    قال بن نجيم رحمه الله : ( ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث وذكرها في الترغيب والترهيب مفصلة , والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد قال في الحاوي القدسي ولا يصلي تطوع بجماعة غير التراويح وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة كليلة القدر وليلة النصف من شعبان وليلتي العيد وعرفة والجمعة وغيرها تصلى فرادى انتهى ) اهـ 
    قال محمد بن فرامرز بن علي الشهير بمُلا - أو مُنْلا أو المولى - خسرو رحمه الله : ( ومن المندوبات إحياء ليال العشر الأخير من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد ) اهـ 
    وقال يحيى بن سلامة الدياربكري الطنزي الحصكفي رحمه الله : ( وإحياء ليلة العيدين والنصف من شعبان والعشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره ) اهـ 
    قال ابن عابدين رحمه الله : ( مطلب في إحياء ليالي العيدين والنصف وعشر الحجة ورمضان .....قال : وما روي من الصلوات في هذه الأوقات يصلى فرادى غير التراويح ) اهـ 
     قال الشيخ الشرنبلالي رحمه الله : "وندب إحياء ليالي العشر الأخير من رمضان وإحياء ليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد " 
    السادة المالكية :
    قال الحطاب رحمه الله : ( وندب إحياء ليلته ) : قال في جمع الجوامع للشيخ جلال الدين السيوطي من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب قال : رواه الحسن بن سفيان عن ابن كردوس عن أبيه 
    قال النفراوي رحمه الله : ( وندب إحياء ليلته وغسل بعد الصبح وتطيب وتزين وإن لغير مصل ومشي في ذهابه وفطر قبله في الفطر وتأخيره في النحر , وإنما استحب إحياء ليلة العيد لقوله : من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب وفي حديث : من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة وهي : ليلة الجمعة وليلة عرفة وليلة الفطر وليلة النحر ومعنى لم يمت قلبه لم يتحير عند النزع ولا على القيامة , وقيل لم يمت في حب الدنيا والإحياء يحصل بالذكر والصلاة ولو في معظم الليل ) اهـ 
    وقال محمد عرفه الدسوقي رحمه الله : ( قوله وندب إحياء ليلته ) أي لقوله عليه الصلاة والسلام من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبانلم يمت قلبه يوم تموت القلوب ومعنى عدم موت قلبه عدم تحيره عند النزع والقيامة بل يكون قلبه عند النزع مطمئنا , وكذا في القيامة والمراد باليوم الزمن الشامل لوقت النزع ووقت القيامة الحاصل فيهما التحير ( قوله وذكر ) من جملة الذكر قراءة القرآن ( قوله ويحصل بالثلث الأخير من الليل ) واستظهر ابن الفرات أنه يحصل بإحياء معظم الليل وقيل يحصل بساعة , ونحوه للنووي في الأذكار وقيل يحصل بصلاة العشاء والصبح في جماعة , وقرر شيخنا أن هذا القول والذي قبله أقوى الأقوال فانظره ) اهـ 
    السادة الشافعية 
    قال الإمام الشافعي رحمه الله : ( العبادة ليلة العيدين :أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء قال : " من قام ليلة العيد محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب " . وقال رحمه الله : وبلغنا أنه كان يقال : إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة , وليلة الأضحى , وليلة الفطر , وأول ليلة من رجب , وليلة النصف من شعبان أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي ليلة العيد فيدعون ويذكرون الله حتى تمضي ساعة من الليل , وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلة جمع , وليلة جمع هي ليلة العيد لأن صبيحتها النحر قال الشافعي : وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا ) اهـ 
    وقال أبو شامة المقدسي رحمه الله : ( قال الإمام ابن الصلاح في فتوى له : ... وأما ليلة النصف من شعبان فلها فضيله واحياؤها بالعبادة مستحب ولكن على الانفراد من غير جماعة ... ) اهـ 
    وقال الإمام النووي رحمه الله: ( ويستحب استحبابا متأكدا إحياء ليلتي العيد بالعبادة قلت وتحصل فضيلة الإحياء بمعظم الليل وقيل تحصل بساعة وقد نقل الشافعي في الأم عن جماعة من خيار أهل المدينة ما يؤيده ونقل القاضي حسين عن ابن عباس أن إحياء ليلة العيد أن يصلي العشاء في جماعة ويعزم أن يصلي الصبح في جماعة والمختار ما قدمته قال الشافعي وبلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان قال الشافعي وأستحب كل ما حكيته في هذه الليالي والله أعلم ) اهـ 
    قال الشربيني رحمه الله : ( ويسن إحياء ليلتي العيد بالعبادة من صلاة وغيرها من العبادات لخبر من أحيا ليلتي العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب رواه الدارقطني موقوفا قال في المجموع : وأسانيده ضعيفة , ومع ذلك استحبوا الإحياء لأن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما مرت الإشارة إليه ويؤخذ من ذلك كما قال الأذرعي عدم تأكد الاستحباب , قيل : والمراد بموت القلوب شغفها بحب الدنيا , وقيل الكفر , وقيل الفزع يوم القيامة ويحصل الإحياء بمعظم الليل كالمبيت بمنى , وقيل بساعة منه , وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة , والدعاء فيهما وفي ليلة الجمعة وليلتي أول رجب ونصف شعبان مستجاب فيستحب كما صرح به في أصل الروضة ) اهـ 
    قال الإمام محمد بن أبي العباس الرملي رحمه الله : ( ويستحب إحياء ليلتي العيد بالعبادة ولو كانت ليلة جمعة من صلاة وغيرها من العبادات لخبر من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب والمراد بموت القلوب شغفها بحب الدنيا أخذا من خبر لا تدخلوا على هؤلاء الموتى ؟ قيل من هم يا رسول الله ؟ قال : الأغنياء وقيل الكفرة أخذا من قوله تعالى أومن كان ميتا فأحييناه أي كافرا فهديناه . وقيل الفزع يوم القيامة أخذا من خبر يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا , فقالت أم سلمة : , أو غيرها واسوأتاه , أتنظر الرجال إلى عورات النساء والنساء إلى عورات الرجال ؟ فقال لها النبي : إن لهم في ذلك اليوم شغلا لا يعرف الرجل أنه رجل ولا المرأة أنها امرأة ويحصل الإحياء بمعظم الليل وإن كان الأرجح في حصول المبيت بمزدلفة الاكتفاء فيه بلحظة في النصف الثاني من الليل . وعن ابن عباس يحصل إحياؤهما بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة , والدعاء فيهما وفي ليلة الجمعة وليلتي أول رجب ونصف شعبان مستجاب فيستحب ) اهـ 
    وقال الإمام الحافظ العسقلاني رحمه الله : " وروى الخلال - في كتاب فضل رجب له - من طريق خالد بن معدان ; قال : خمس ليال في السنة من واظب عليهن رجاء ثوابهن وتصديقا بوعدهن أدخله الله الجنة : أول ليلة من رجب يقوم ليلها ويصوم نهارها ، وليلة الفطر ، وليلة الأضحى ، وليلة عاشوراء ، وليلة نصف شعبان . وروى الخطيب في غنية الملتمس بإسناد إلى عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عدي بن أرطاة : " عليك بأربع ليال في السنة ، فإن الله يفرغ فيهن الرحمة : أول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة الفطر ، وليلة النحر " . وقال الشافعي : بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال : في ليلة الجمعة ، وليلة الأضحى ، وليلة الفطر ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان.
    السادة الحنابلة :
    قال بن رجب الحنبلي رحمه الله: ( وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول و لقمان بن عامر و غيرهم يعظمونها و يجتهدون فيها في العبادة و عنهم أخذ الناس فضلها و تعظيمها و قد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة و غيرهم ...واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين : أحدهما : أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد كان خالد بن معدان و لقمان بن عامر و غيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم و يتبخرون و يكتحلون و يقومون في المسجد ليلتهم تلك و وافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك و قال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ببدعة نقله عنه حرب الكرماني في مسائله و الثاني : أنه يكره الإجتماع فيها في المساجد للصلاة و القصص و الدعاء و لا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه و هذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام و فقيههم و عالمهم و هذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى ...و لا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان و يتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و استحبها في رواية لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود و هو من التابعين فكذلك قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه و سلم و لا عن أصحابه و ثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام ) اهـ 
    وقال منصور بن يونس البهوتي رحمه الله : ( ولا يقومه كله ) لقول عائشة رضي الله عنها ما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح قال في الفروع : وظاهر كلامهم : ولا ليالي العشر , فيكون قول عائشة رضي الله عنها أنه أحيا الليل أي كثيرا منه أو أكثره ويتوجه بظاهره احتمال ويخرج من ليلة العيد ويحمل قولها الأول : على غير العشر , أو لم يكثر ذلك منه واستحبه شيخنا وقال قيام بعض الليالي كلها مما جاءت به السنة ( إلا ليلة عيد ) لحديث من أحيا ليلة العيد أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب رواه الدارقطني في علله وفي معناها : ليلة النصف من شعبان كما ذكره ابن رجب في اللطائف ) اهـ 
    وقال رحمه الله: ( وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل وكان ) في ( السلف من يصلي فيها , لكن الاجتماع لها لإحيائها في المساجد بدعة ا هـ وفي استحباب قيامها ) أي ليلة النصف من شعبان ( ما في ) إحياء ( ليلة العيد هذا معنى كلام ) عبد الرحمن بن أحمد ( بن رجب ) البغدادي ثم الدمشقي ( في ) كتابه المسمى ( اللطائف ) في الوظائف . ويعضده حديث من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان , أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب رواه المنذري في تاريخه بسنده عن ابن كردوس عن أبيه قال جماعة وليلة عاشوراء وليلة أول رجب وليلة نصف شعبان ) اهـ 
    وقال في الفروع : ولا يقوم الليل كله خلافا لمالك في رواية ذكره بعضهم قال وقل من وجدته ذكر المسألة . وقد قال الإمام أحمد : إذا نام بعد تهجده لم يبن عليه أثر السهر .وفي الغنية : يستحب ثلثاه والأقل سدسه , ثم ذكر أن قيام الليل كله عمل الأقوياء الذين سبقت لهم العناية فجعل لهم موهبة . وقد روي أن عثمان قامه بركعة يختم فيها . قال وصح عن أربعين من التابعين , ومراده وتابعيهم وظاهر كلامهم لا يقومه كله ولا ليالي العشر , فيكون قول عائشة رضي الله عنها أحيا الليل أي كثيرا منه أو أكثره . قال ويتوجه بظاهره احتمال وتخريج من ليلة العيد , ويكون قولها ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح أي غير العشر أو لم يكثر ذلك منه . قال واستحبه شيخنا وقال : قيام بعض الليالي كلها مما جاءت به السنة )
    وروى عبد الله بن الإمام أحمد رحمهم الله بإسناده عن عباد بن العوام قال : قدم علينا شَريك ، فسألناه عن الحديث " إن الله ينـزل ليلة النصف من شعبان " قلنا : إن قوما يُنكرون هذه الأحاديث . قال : فما يقولون ؟ قلنا : يَطعنون فيها ، فقال : إن الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأن الصلوات خمس ، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نَعرِف الله إلا بهذه الأحاديث .
    وقال العلامة الرحيباني رحمه الله تعالى :"( ولا يقومه ) أي : الليل ( كله ) لحديث عائشة : ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح.. ( إلا ليلة عيد ) فطر أو أضحى وفي معناها ليلة النصف من شعبان؛ للخبر"
    فائدة قال اللكهنوي الحنفي رحمه الله:وقال ابن رجب في لطائف المعارف في فضل ليلة نصف شعبان أحاديث آخر متعددة وقد اختلف فيا فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها وخرجه في صحيحه ومن أمثلها حديث عائشة قالت فقدت رسول الله فخرجت فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال أ كنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله فقلت ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب خرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه انتهى وفي الباب أحاديث أخر أخرجها البيهقي وغيره على ما بسطها ابن حجر المكي في الإيضاح والبيان دالة على أن النبي أكثر في تلك الليلة من العبادة والدعاء وزار القبور ودعا للأموات فيعلم بمجموع الأحاديث القولية والفعلية استحباب إكثار العبادة فيها فالرجل مخير، بين الصلاة وبين غيرها من العبادات فإن اختار الصلاة فكمية أعداد الركعات وكيفيتها مفوضة إليه ما لم يأت بما منعه الشارع صراحة أو إشارة إنما الكلام في استحباب هذه الصلوات المخصوصة بالكيفيات المخصوصة وثبوتها عن رسول الله وكون الرواية موضوعة أو ضعيفة شديد الضعف لا شبهة في أنه يضره ولا يفيده كون الصلاة خيرا موضوعا واستحباب مطلقها في هذه الليلة وغيرها.
    حال السلف في ليلة النصف من شعبانقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ((وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان و مكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة ،وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها....."
    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله :" الإمام الحافظ الكبير، محدث الشام، فخر الأئمة، أبو القاسم بن عساكر، صاحب التصانيف ....قال ولده المحدِّث بهاء الدين القاسم: كان أبي رحمه الله مواظباً على الجماعة والتلاوة، يَختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية - من جامع دمشق -،وكان كثير النوافل والأذكار، ويُحيي ليلة النصف من شعبان والعيد بالصلاة والذكر ... "
    وقال الإمام ابن الحاج رحمه الله :" وبالجملة فهذه الليلة وإن لم تكن ليلة القدر فلها فضل عظيم وخير جسم، وكان السلف رضي الله عنهم يعظّمونها ويشمّرون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وهم متأهّبون للقائها والقيام بحرمتها، على ما قد عُلم من احترامهم للشعائر... " 
    فمن لم يسلم بهذه الاثار ولم يرى صحة العمل بها فليقتصر ذلك على نفسه ولا يتهم غيره بالمجاهرة بالابتداع وتغير معالم الدين والخروج عن نهج السلف الصالح , فقد سبق من أقوال السلف ما يكفي ليكون دليلا واضحا على سنية صيام وقيام ليلة النصف من شعبان .
    و يقول أبو العلاء محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى (المتوفى : 1353هـ)اِعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ فِي فَضِيلَةِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عِدَّةُ أَحَادِيثَ مَجْمُوعُهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهَا أَصْلًا ، فَمِنْهَا حَدِيثُ الْبَابِ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ ، وَمِنْهَا حَدِيثُ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْت أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ ، فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِكَ قُمْت حَتَّى حَرَّكْت إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ فَرَجَعَ ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ : " يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ أَظَنَنْت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَاسَ بِك ؟ " قُلْت : لَا وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنِّي ظَنَنْت أَنْ قُبِضْت طُولَ سُجُودِك ، قَالَ " أَتَدْرِي أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ ؟ " قُلْت : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطَّلِعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ " ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ . وَقَالَ هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَاءُ أَخَذَهُ مِنْ مَكْحُولٍ . قَالَ الْأَزْهَرِيُّ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا غَدَرَ بِصَاحِبِهِ فَلَمْ يُؤْتِهِ حَقَّهُ قَدْ خاس بِهِ ، كَذَا فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ لِلْحَافِظِ الْمُنْذِرِيِّ . وَمِنْهَا حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَطَّلِعُ اللَّهُ إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ " ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ بَعْدَ ذِكْرِهِ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ بِلَفْظِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَالْبَزَّارِ وَالْبَيْهَقِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِنَحْوِهِ بِإِسْنَادٍ لَا بَأْسَ بِهِ . اِنْتَهَى كَلَامُ الْمُنْذِرِيِّ . قُلْت : فِي سَنَدِ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عِنْدَ اِبْنِ مَاجَهْ عَنْ لَهِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ .وَمِنْهَا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا اِثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ " ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ لَيِّنٍ اِنْتَهَى.وَمِنْهَا حَدِيثُ مَكْحُولٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ : " يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا مُشْرِكٌ أَوْ مُشَاحِنٌ " ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ قَالَ : وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَطَّلِعُ اللَّهُ إِلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ " ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَهُوَ أَيْضًا بَيْنَ مَكْحُولٍ وَأَبِي ثَعْلَبَةَ مُرْسَلٌ جَيِّدٌ اِنْتَهَى . وَمِنْهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَّا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " ، رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ وَفِي سَنَدِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبُرَةَ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ ، قِيلَ اِسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَقِيلَ مُحَمَّدٌ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ رَمَوْهُ بِالْوَضْعِ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ : ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ . وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ وَصَالِحُ اِبْنَا أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : مَتْرُوكٌ اِنْتَهَى . فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ بِمَجْمُوعِهَا حُجَّةٌ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِي فَضِيلَةِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ شَيْءٌ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .(تحفة الأحوذي : بَاب مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ)
     حال السلف الصالح في ليلة النصف من شعبان قال الحافظ الذهبي رحمه الله في (( تذكرة الحفاظ ))ج4ص1328 في ترجمته للحافظ ابن عساكر رحمه اللهSad( الإمام الحافظ الكبير، محدث الشام، فخر الأئمة، أبو القاسم بن عساكر، صاحب التصانيف ....قال ولده المحدِّث بهاء الدين القاسم: كان أبي رحمه الله مواظباً على الجماعة والتلاوة، يَختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية - من جامع دمشق -،وكان كثير النوافل والأذكار، ويُحيي ليلة النصف - من شعبان - والعيد بالصلاة والذكر ... )) انتهى قال الإمام ابن الحاج رحمه الله في كتابه (( المدخل )) ج1ص257، في "فصل" ليلة نصف شعبانSad( وبالجملة فهذه الليلة وإن لم تكن ليلة القدر فلها فضل عظيم وخير جسم، وكان السلف رضي الله عنهم يعظّمونها ويشمّرون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وهم متأهّبون للقائها والقيام بحرمتها، على ما قد عُلم من احترامهم للشعائر... ))

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 12:22 am